الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة فيلم «المراقبة والمعاقبة» لرضا التليلي يكشف حقائق هامة حول ثورة 17 ديسمبر

نشر في  19 ديسمبر 2014  (11:40)

كشف فيلم «المراقبة والمعاقبة» للمخرج رضا التليلي حقائق هامة حول ثورة 17 ديسمبر.. وجاء في الفيلم الوثائقي الذي عرض بقاعة سينما أميلكار في إطار الدورة الثالثة لمهرجان أفلام حقوق الإنسان أنّ محمد البوعزيزي الذي أطلق الشرارة الأولى لثورة 17 ديسمبر ساهم في الاحتجاجات التي عرفتها سيدي بوزيد منذ 2007.

وقال المحامي خالد عواينية وهو من أبرز الوجوه التي ساهمت في إشعال فتيل الثورة، إنّ أهالي سيدي بوزيد احتجوا مرارا على الظلم المسلّط عليهم وعلى الفساد المستفحل في مختلف مرافق الإدارة. وكان البوعزيزي من بين الوجوه التي رابطت طويلا أمام مقر الولاية التي ترمز للسلطة.

وسلطت كاميرا المخرج رضا التليلي الضوء على قصّة غير معروفة، وهي كيف تمّ افتكاك أرض عرش البوعزيزي من قبل رجل أعمال صفاقسي، وهي أرض فلاحية مساحتها بالهكتارات وكانت قرابة 13 عائلة تستغلها وتعيش من فوائدها.

وذكر صالح البوعزيزي وهو من أقرباء محمد البوعزيزي، أنّ العائلات المنهوبة اقتحمت العقار الموجود بالرقاب ونظمت احتجاجا لاسترجاع أرضها ولكن لا من مجيب.. وهي واقعة أثرت في نفوس عائلة البوعزيزي الموسعة بعد أن حُرمت من مورد رزقها الأساسي.

وقال خالد عواينية إنّ أبناء سيدي بوزيد تضامنوا مع البوعزيزي وثاروا للمطالبة بحياة كريمة، فسيدي بوزيد تعيش تحت خط الفقر والبوعزيزي عبّر عن حالة متساكينها المسحوقين وفق ما جاء على لسان عواينية. وذكّر هذا الأخير بالوقفة الاحتجاجية التي انتظمت يوم 24 ديسمبر 2010 واصفا إيّاها بأوّل وقفة نظمها المحامون في تاريخ الثورة وشارك فيها أبرز محامي سيدي بوزيد ومنهم محمد الجلالي ومحمد منصري وغيرهما.

وقد تزامنت الوقفة مع إطلاق الرصاص على المتظاهرين الذين خرجوا في المسيرة التي شهدتها مدينة منزل بوزيان واستشهد فيها أستاذ الفيزياء محمد العماري بعد أن أصيب بطلق ناري أرداه قتيلا على عين المكان.
وهو أوّل شهيد في ثورة 17 ديسمبر.

وأكد فيلم «المراقبة والمعاقبة» أنّ حادثة إضرام البوعزيزي في نفسه ليست بحالة «تمرد» منعزلة، بل إنّ المنطقة كلّها عرفت تراكما احتجاجيا ومنه اعتصام الرقاب واحتجاج عمال البلدية في منزل بوزيان وهي مطالب ذات بعد اجتماعي وضدّ اختيارات النظام، وقد شهدت الشعارات التي رفعت في مختلف هذه الاحتجاجات ارتفاعا في نسقها من «خبز وماء بن علي لا» إلى «الشعب يريد إسقاط النظام».

وتطرق الفيلم أيضا الى المناضل لزهر الشريطي أصيل منطقة العمرة من ولاية قفصة ولسان حاله يقول إنّ الشرارات الأولى للاحتجاجات والثورات انطلقت من الحوض المنجمي ومن ربوع قفصة وسيدي بوزيد قبل أن يتم إخمادها.

وتضمن الفيلم عدة شهادات معبرة ومنها شهادة المخرج المسرحي عبد الفتاح كمال الذي قال إنّنا في «الدرج الأوّل من الصراع» فالمعركة انطلقت للتو من أجل تونس الحرّة، وكذلك شهادة متساكني «العمران» من ولاية سيدي بوزيد والتي أضرب أهلها عن الطعام للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم الذين زُجوا في السجن لا لشيء إلاّ لأنهم طالبوا بحقهم في التنمية.

ينتهي الفيلم بمشاهد التقطتها كاميرا التليلي من قبر الشهيد محمد البوعزيزي، فيتراءى للمشاهد وكأنّ من في القبر يتحرّك لينادي بمواصلة النضال ورفع التهميش والطغيان على أراض لفّها الظلم والنسيان.


شيراز بن مراد